في أول كلمة له منذ بدء حراك "السترات الصفراء" ندد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأعمال العنف التي شهدتها البلاد وأعلن عن خطة ستعرض الثلاثاء 11 ديسمبر أمام البرلمان للتغلب على الأزمة.
دعا الاتحاد الوطني لطلاب المدراس الثانوية إلى ثلاثاء "أسود"، في اليوم الخامس من تظاهرات التلاميذ والطلاب في جميع أنحاء فرنسا، احتجاجا على الإصلاحات التعليمية للحكومة. ومن بين ما يرفضه الطلاب الفرنسيون تعديل نظام القبول في الجامعات، وإصلاح نظام امتحانات الشهادة الثانوية، وارتفاع تكاليف الدراسة للطلاب الأجانب.
سيدعو الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المصارف والشركات الكبرى إلى "المشاركة في الجهد الجماعي" للتوصل لحل للأزمة التي تواجهها البلاد منذ اندلاع احتجاجات "السترات الصفراء"، لدى استقباله ممثلين عنهم يومي الثلاثاء والأربعاء، وفق ما أعلن قصر الإليزيه مساء الاثنين.
يستقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يومي الثلاثاء والأربعاء ممثلين عن البنوك وكبريات الشركات ليدعوهم إلى "المشاركة في الجهد الجماعي" لمواجهة الأزمة التي تسببت بها احتجاجات "السترات الصفراء"، وفق ما أعلن قصر الإليزيه مساء الاثنين.
وأتت هذه الخطوة بعيد خطاب لماكرون مساء الاثنين قال خلاله إنه يريد من رؤساء الشركات الفرنسية "أن يدفعوا ضرائبهم في فرنسا" وإنه يعتزم مكافحة "الامتيازات غير المبررة والتهرب الضريبي".
واعتبر الخبير الاقتصادي جان-دانيال ليفي، الخبير في شركة "هاريس إنترآكتيف" أن ماكرون لم يعلن عن "تحول اجتماعي حقيقي بل مبادرات اجتماعية".
وأضاف الخبير أن "مداخلة واحدة لا تكفي" لأننا "نواجه فرنسيين ينتظرون حصول إجراءات ورؤية ما إذا كان هذا التغيير في المواقف مستداما".
وكان ماكرون قد أعلن مساء الاثنين في خطابه إلى الأمة عن رفع الحد الأدنى للأجور مئة يورو (113 دولارا) شهريا اعتبارا من العام المقبل مقدما بذلك تنازلا كبيرا أمام حركة "السترات الصفراء" الاحتجاجية التي هزت فرنسا في الأسابيع الأخيرة.
ويبلغ الحد الأدنى للأجور في فرنسا 1498 يورو شهريا قبل اقتطاع الضرائب و1185 يورو بعد اقتطاعها.
واقتطع ماكرون جزءا كبيرا من الزيادات الضريبية التي فرضتها حكومته من المعاشات التقاعدية.
وفي خطابه اعتمد الرئيس الفرنسي البالغ 40 عاما لهجة أكثر تواضعا من المعتاد محاولا التصدي للانتقادات التي طاولت أسلوب حكمه.
في صحف اليوم، الردود على الإجراءات الاقتصادية والاجتماعية التي أعلن عنها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، هل هي إجراءات كافية؟ وكيف سيتم تمويلها؟ وفي الصحف كذلك، إعلان رئيسة الوزراء تيريزا ماي تأجيل التصويت على الاتفاق الذي أبرمته مع قادة الاتحاد الأوروبي، الصحف البريطانية انتقدت بشكل عام هذا القرار.
تباينت ردود الصحف الفرنسية حول خطاب ماكرون والإجراءات التي وعد بها لكبح الاحتجاجات في فرنسا. صحيفة لاكروا تقول إن ماكرون اعترف بأخطائه ووعد يتدابير عاجلة للاستجابة للغضب الشعبي الذي هز فرنسا هذه الأيام. ومن بين هذه التدابير رفع الحد الأدنى للأجور بمئة يورو وإلغاء زيادة الضريبة على المتقاعدين، لكن الرئيس الفرنسي رفض التراجع عن قرار إصلاح الضريبة على الثروة. الصحيفة رأت أن هذه الإجراءات لن تحل الأزمة كاملة بل ستخفف فقط ضغط الشارع.
صحيفة 20 مينوت المجانية تقول إن الرئيس الفرنسي تنازل وعلى عدة مستويات أمام السترات الصفراء، وطرح عددا من الإجراءات لتشجيع القدرة الشرائية للفرنسيين والاستجابة لحالة الطوارئ الاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها فرنسا. هذه الإجراءات حسب ما تقول الصحيفة الهدف منها وضع حد للعنف الذي يتخلل الاحتجاجات.
هل التدابير التي أعلن عنها ماكرون ستكون كافية لوضع حد للأزمة؟ تتساءل صحيفة لوباريزيان على الغلاف، وتقول في الافتتاحية إن توجهه مساء أمس للشعب الفرنسي عبر هذا الخطاب كان تمرينا بالغ الحساسية ومحفوفا بالمخاطر. فقد كان على إيمانويل ماكرون البرهنة على أنه سمع غضب الشعب وأن يعترف بأخطائه. الصحيفة رأت أن ماكرون رد هذه المرة على الاحتجاجات ومد يده للفرنسيين وخطى خطوة نحو الفئات المتواضعة في فرنسا.
صحيح أن ماكرون عرض عدة حلول لكنها لن تكون كافية لإقناع المتذمرين من سياسته الاجتماعية ولذلك سيبقى الغموض سائدا حول سياسته وحول الإصلاحات التي سيجريها في السنوات والأشهر المقبلة من ولايته. هذه عبارات صحيفة ليبراسيون اليسارية الفرنسية. الصحيفة عنونت لقد فهمتكم قليلا، وقالت في الافتتاحية إنه لم يقدم فتاتا بل قدم بعض الخبز لمن لا يتوفرون عليه، وهو بذلك يراهن على تراجع شعبية السترات الصفراء. هذا التراجع قد يتحقق لكن الحركة الاحتجاجية لن تتوقف سريعا. الصحيفة ترى أن ماكرون بقي متمسكا بسياسته ومصرا على إدخال تعديلات عميقة على الدولة وعلى التعويضات الخاصة بالعاطلين عن العمل والمتقاعدين.
نمر إلى مواضيع أخرى. قررت رئيسة الوزراء البريطانية تيرزا ماي تأجيل التصويت على اتفاق بريكست الذي كان مقررا اليوم في مجلس العموم البريطاني. صحيفةالعربي الجديد عنونت تأجيل النكسة. قالت الصحيفة: لقد هربت مجددا رئيسة الوزراء تيريزا ماي من امتحان رفض صفقتها للخروج من الاتحاد الأوروبي أمام برلمان بلدها لتؤجل نكستها بضعة أيام. الصحيفة ترى أنها المناورة الأخيرة التي تخرجها ماي من جعبتها بعد تصاعد المعطيات التي تشير إلى أن مقترحها لن يحصل على الأصوات المطلوبة. ماي قررت العودة إلى الاتحاد الأوروبي لإدخال تعديلات جديدة على الاتفاق بعدما وجدت رئيسة الوزراء نفسها في مأزق.
الصحف البريطانية كلها عنونت على تأجيل هذا التصويت. صحيفةذي غارديان كتبت إن ماي التي فقدت الأمل في إنجاح خطتها تكشف عن خطتها البديلة. الخطة باء حسب صحيفة ذي غارديان هي محاولة ماي ربح مزيد من الوقت.
تيريزا ماي تغرق في أزمة، والوقت الذي تحاول الاستفادة منه لن يجديها ولن يكون في صالحها، حسب هذا الرسم لباتريك بلاور الذي نشره على موقع تويتر.
الصحف البريطانية عنونت على حالة الخطر التي تمر بها بريطانيا وقرب غرق سفينة تيريزا ماي. ماي باتت تطلب النجدة حسب غلاف صحيفة سكوتسمان الاسكوتلاندية. الصحيفة تقول إن ماي كان عليها أن تواجه الإهانة بعدما أكرهت على ترك التصويت الذي كان مقررا اليوم، وسيتعين عليها إجراء جولات في العواصم الأوروبية لمحاولة إيجاد حل معها لقضية الحدود الإيرلندية التي أثارت قلقا عاما وعميقا لدى النواب البريطانيين.
ننهي هذه الجولة بدراسة حول أضرار الشاشات الإلكترونية على الأطفال والمراهقين. صحيفة العرب تقول إن أعداد الأطفال المتضررين من الشاشات الإلكترونية تتضاعف. هذه المننتجات الإلكترونية تحرم الأطفال من المودة الأبوية، وألعاب الفديو تشكل حوافز مباشرة للجنوح والانحراف. الصحيفة تشير إلى تحذيرات الخبراء من الإفراط في استخدام هذه الشاشات وتأكيدهم على ضرورة تأطير استعمالها في نطاق الأسرة بالنسبة إلى الأطفال والمراهقين.
قابل محتجو حركة "السترات الصفراء" الإجراءات التي اتخذها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء الاثنين سعيا لتهدئة احتجاجاتهم، بتحفظ شديد. وتراوح استقبالهم لها بين من رأى فيها بوادر تقدم، وبين من اعتبرها دليلا على عدم اكتراث السلطة بالمحتجين. بينما سخرت المعارضة السياسية من أقصى اليمين وأقصى اليسار من التدابير التي أعلنها ماكرون.
أظهرت أولى ردود الفعل على الإجراءات التي أعلنها مساء الاثنين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في محاولة لتهدئة الاحتجاجات التي تجتاح البلاد منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، أن وعود الرئيس قد استقبلت بتحفظ شديد من جانب محتجي "السترات الصفراء"، كما ظهر من مقابلات أجرتها معهم قنوات تلفزيونية، أو من ردود أفعالهم في أماكن تجمهرهم في مناطق عدة.
وبينما رأى بعضهم في وعود الرئيس "بوادر" حل، فقد اعتبروها "غير كافية" أو "غير كاملة" لإيقاف التحركات الاحتجاجية لحركة لا زعيم محددا لها ومطالبها متنوعة ومتعددة.
وقال آروان وهو أحد المتحدثين باسم "السترات الصفراء" في مدينة رين (غرب) "هذه المرة هناك بالفعل تقدم. بينما كان (ماكرون) يمضي في الكلام، كانت ابتسامتي تزداد عرضا".
أما بالنسبة إلى بيار-غاييل لافيدر، المتظاهر في مونسو-ليه-مين (شرق)، فإن "ماكرون لم يع حجم ما يحدث".
وأضاف "كل إعلان كان يلقى استهجانا وكان رد الفعل الأول هو ’إنهم لا يبالون بنا‘".
سخرية المعارضة السياسية
بدورها سخرت المعارضة السياسية من التدابير التي أعلنها ماكرون.
وقال زعيم اليسار المتطرف جان-لوك ميلنشون إن "ماكرون اعتقد أن توزيع النقود يمكن أن يهدئ تمرد المواطنين الذي اندلع"، واعدا بمظاهرة جديدة السبت المقبل "ستشهد تعبئة كبيرة".
من ناحيتها قالت مارين لوبان، رئيسة التجمع الوطني (الجبهة الوطنية سابقا، يمين متطرف) إن ماكرون "يتراجع لكي يقفز بشكل أفضل".
ردود فعل دولية
أوروبيا، أعلنت بروكسل أنها ستدرس بعناية كيف ستنعكس على الميزانية الفرنسية وعود ماكرون.
وقال مفوض شؤون اليورو نائب رئيس المفوضية الأوروبية فالديس دومبروفسكيس في ستراسبورغ حيث يعقد البرلمان الأوروبي جلسة عامة "إننا نتابع من كثب الإجراءات الجديدة المحتملة التي جرى الإعلان عنها، لكن لا يمكننا التعليق عليها قبل أن يتم الإعلان عنها بطريقة صحيحة وبالتفصيل".
من جهتها دعت طهران رعاياها في فرنسا لتوخي الحذر وتجنب الأماكن التي تجري فيها مظاهرات "السترات الصفراء"، بينما اعتبر مسؤول إيراني رد الفعل الدولي على الاحتجاجات التي رافقتها أعمال عنف واسعة في باريس دليلا على نفاق الغرب.
Aucun commentaire